الواحد الأحد:
هما دالان على معنى الوحدانية وعدم التجزي.
قيل: والأحد والواحد بمعنى واحد، وهو: الفرد الذي لا ينبعث من شيء ولا يتّحد بشيء.
وقيل: الفرق بينهما من وجوه:
أ ـ أنّ الواحد يدخل الحساب، ويجوز أن يجعل له ثانياً، لأنه لا يستوعب جنسه، بخلاف الأحد، ألا ترى أنك لو قلت: فلان لا يقاومه واحد من الناس، جاز أن يقاومه اثنان، ولو قلت: لا يقاومه أحد، لم يجز أن يقاومه أكثر، فهو أبلغ، قاله الطبرسي.
قلت: لأنّ أحداً نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة، قال تعالى: >لستنَّ كأحدٍ من النساء<، ولم يقل كواحدة، لما ذكرناه.
ب: قال الأزهري: الفرق بينهما أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد.
ج: قال الشهيد: الواحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الذات، والأحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الصفات.
د: قال صاحب العدة: إن الواحد أعم مورداً، لكونه يطلق على من يعقل وغيره، ولا يطلق الأحد إلاّ على من يعقل.
|