الصمد:
السيد الذي يصمد إليه في الحوائج، أي: يقصد، وأصل الصمد: القصد.
قال:
ما كنتُ أحسبُ أنّ بيتاً طاهراً * لله في أكنافِ مَكّة يَصمِدُ
وقيل: هو الباقي بعد فناء الخلق.
وعن الحسين عليه السلام: الصمد الذي انتهى إليه السؤدد، والدائم، والذي لا جوف له، والذي لا يأكل ولا يشرب ولا ينام (117).
قال وهب: بعث أهل البصرة إلى الحسين عليه السلام يسألونه عن الصمد، فقال: إنّ الله قد فسّره، فقال: >لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد<، لم يخرج منه شيء كثيف كالولد، ولا لطيف كالنفس، ولا تنبعث منه البدورات كالنوم والغمّ والرجاء والرغبة والشبع والخوف وأضدادها، وكذا هو لا يخرج من كثيف كالحيوان والنبات، ولا لطيف كالبصر وسائر الآلات.
ابن الحنفية: الصمد هو القائم بنفسه الغني عن غيره.
زين العابدين (عليه السلام): هو الذي لا شريك له، ولا يؤوده حفظ شيء، ولا يعزب عنه شيء.
زيد بن علي: هو الذي >إذا أرادَ شيئاً أن يقول لهُ كُن فيكونُ<، وهو الذي أبدع الأشياء أمثالاً وأضداداً وباينها.
وعن الصادق (عليه السلام) قال: قدم على أبي الباقر عليه السلام وفد من فلسطين بمسائل منها الصمد، فقال: تفسيره فيه، هو خمسة أحرف:
الألف: دليل على إنّيّته، وذلك قوله تعالى: >شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو<. واللام: تنبيه على إلهيّته. وهما مدغمان لا يظهران ولا يسمعان، بل يكتبان، فإدغامهما دليل لطفه، والله تعالى لا يقع في وصف لسان ولا يقرع الأذان، فإذا فكّر العبد في إنّيّة الباري تعالى تحيّر ولم يخطر له شيء يتصوّر، مثل لام الصمد لم تقع في حاسة، وإذا نظر في نفسه لم يرها، فإذا فكّر في أنّه الخالق للأشياء ظهر له ما خفي، كنظره إلى اللام المكتوبة. والصاد: دليل صدقة في كلامه، وأمره بالصدق لعباده.
والميم: دليل ملكه الذي لا يحول، وأنه ملك لا يزول.
والدال: دليل دوامه المتعالي عن الزوال.
|