﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 المعاد 

القسم : المعاد والرجعة   ||   التاريخ : 2011 / 03 / 07   ||   القرّاء : 17247

إثبات المَعَاد الجِسماني:

     المعاد لغة: " هو زمان أو مكان العَوْد ". واصطلاحا: " هو الوجود الثاني للأجسام وإعادتها بعد موتها وتفرّقها ".
     والدّليل على المَعَاد من وجوه:
     أوّلا:

     إجماع المسلمين قاطبة على ذلك من غير نكير.

     ثانيا:
     - لو لم يكن المَعَاد حقًّا (المُقَدَّم)، لَقَبُحَ التكليف (التالي).
     - ولكنّ التكليف ليس بقبيح ← فالتالي باطل ← فالمقدّم مثله.
     » إذن المَعَاد حقّ (النتيجة).

     أمّا بيان الملازمة بين عَدَمِيَّة المَعَاد وقُبْح ِالتكليف، فلِما في التكليف من المشقّة المستدعية للتعويض، والمشقّة بلا تعويض ظلم، وبما أنّ التعويض غير متحقّق في هذه الدّنيا فلا بدّ من دار أخرى يحصل فيها الجزاء.

     إلا أنّ هذا الدّليل العقليّ أثبت وجوب البعث لِمن له عِوَض أو عليه. أمّا مَن ليس كذلك ؛ كالأطفال والحيوانات، فلا دليل عقليّ على وجوب بعثهم، وإنّما دلّ على ذلك النّقل ؛ قال تعالى: >وَمَا مِنْ دَابَّةٍ في الأرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرِ بِجَنَاحَيْهِ إلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا في الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ< (1).

     ثالثا:
     - إنّ حَشْرَ الأجسام ممكن (صغرى).
     - وكلّ ممكن أخبر الصّادق المعصوم بوقوعه حقّ (كبرى).
     » إذن حَشْرُ الأجسام حقّ (النتيجة).

     أمّا إمكان حَشْر ِالأجسام، فلقابليّة أجزاء الميْت للجمع، وإعادة إفاضة الحياة فيها من جديد، والواجب تعالى قادر على كلّ ممكن.

     أمّا بيان الكبرى، فللأخبار المتواترة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) المثبتة للمعاد، وإذا صحّت المقدمتين، ثبت المطلوب.

     رابعا:
     دلالة القرآن على ثبوته، والإنكار على جاحده. ومن هذه الآيات: >وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَـالَ مَنْ يُحْيِي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ< (2).

     خامسا:
     إنّ ضبط أعمال المكلّفين بالدِّقّة التي أبرزتها الآيات المباركة لَدَليلٌ دَامِغٌ على وجود يوم يُجْزى فيه الذين أساؤوا بما عمِلوا، ويُجْزى الذين أحسنوا بالحُسْنى. قال تعالى:
     » >فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ< (3).
     » >مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ< (4).
     » >وَوُضِعَ الكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مالِ هَذَا الكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا< (5).

     سادسا:
     لو لم يكن المعاد لضاعت حقوق النّاس، وذهبت مصالحهم ؛ لِبَدَاهَةِ أنّ العدالة لا يمكن تحقيقها في هذه الدّار ؛ فمن قتل مائة بريء، لا يمكن الاقتصاص منه إلا مرّة واحدة، فيكون قد عوقب على جريمة واحدة فقط، فأين العدالةُ هنا ؟ حتى لو دَفَعَ الدِّيَةَ لجميع القتلى، فكيف يعوِّض آباءهم وأبناءهم وأزواجهم عن غيابهم؟

     وهكذا نثبت ضرورة وجود عالم آخر تتحقّق فيه العدالة بكلّ أبعادها. 

____________________

(1) سورة الأنعام الآية: 38.

(2) سورة يس الآية : 78-79 .

(3) سورة الزَّلزَلة الآية : 7-8 .

(4) سورة ق الآية : 18 .

(5) سورة الكهف الآية : 49 .



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 الهدف من الحياة

 خطر إهمال الخمس

 التسليم عند ديفيد هاوكينز

 العدالة الاجتماعية بين الفطرة والتجربة

 هل النبيُّ أمِّيٌّ

 نشر الأعمال العباديَّة عن النبيِّ وأهل البيت

 ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر

 التحايل السياسي (الإمام علي والمغيرة - نُصْحُ اليومِ وتحايلُ الغدِ)

 الإسلام القرآني

 انتقال السيدة العذراء

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 الحج البذلي

 الإدغام

 الإخفاء الشفوي

 علامات آخر الزمان لدى اليهود

 إمامة الأئمة بعد علي وأنهم أهل البيت (عليهم السلام)

 إطالة العزاء الحسيني لأكثر من ثلاثة أيام

 ليلة القدر

 فتوى شائعة مغلوطة (زكاة الفطرة لضيف ليلة العيد)

 وضوء وغسل الجبيرة

 بين هجرة النبي وهجرة الحسين

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net