الربّ:
هو في الأصل بمعنى التربية، وهي: تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً، ثم وصف به للمبالغة كالصوم والعدل.
وقيل: هو نعت من ربّه يربّه فهو ربّ، ثم سمّي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه ويربّيه. ولا يطلق على غير الله تعالى إلاّ مقيداً، كقولنا: ربّ الضيعة، ومنه: >ارجع إلى ربكَ<.
واختلف في اشتقاقه على أربعة أوجه:
أ: أنّه مشتقّ من المالك، كما يقال: ربّ الدار، أي: مالكها، قال بعضهم: لئن يربّني
رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن، أي: يملكني.
ب: أنّه مشتقّ من السيد، ومنه: >أما أحدكما فيسقي ربّه خمراً< أي: سيّده.
ج: أنّه المدبّر، ومنه قوله: >والربّانيّون< وهم: العلماء، سمّوا بذلك لقيامهم بتدبير الناس وتعليمهم، ومنه: ربّة البيت، لأنها تدبرّه.
د: أنّه مشتقّ من التربية، ومنه قوله تعالى: >وربائبكمُ< سمّي ولد الزوجة ربيبة لتربية الزوج له.
فعلى هذا إن قيل: بأنّه تعالى ربّ لأنّه سيّد أو مالك، فذلك من صفات ذاته، وإن قيل: لأنّه مدبّر لخلقه أو مربّيهم، فذلك من صفات أفعاله.
السيّد:
الملك، وسيّد القوم ملكهم وعظيمهم.
وقال النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ: علي سيّد العرب، فقالت عائشة: أولست سيّد العرب ؟ ! فقال ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب، فقالت: وما السيد ؟ فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): هو من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي. فعلى هذا الحديث السيد هو: الملك الواجب الطاعة، قال صاحب العدّة.
قال الشهيد في قواعده: ومنع بعضهم من تسميته تعالى بالسيد .
قلت: وهذا المنع ليس بشيء.
أمّا أولاً: فلما ذكرناه من قول صاحب العدة، وقد أثبته في الأسماء الحسنى في عبارته.
وأمّا ثانياً: فلأنه قد جاء في الدعاء كثيراً، وورد أيضاً في بعض الأحاديث: قال السيد الكريم. وأمّا ثالثاً: فلأن هذا الاسم لا يوهم نقصاً، فيجوز إطلاقه على الله تعالى إجماعاً.
|