- منتظر: سﻻم عليكم. - وعليكم السﻻم. - منتظر: رأيتك البارحة تمر من جانب البيت ولكنك لم ترني. - سبحان من يدرك اﻷبصار وﻻ تدركه اﻷبصار. - منتظر: هل هذا يعني أنه ﻻ يمكننا أن نرى الله؟ - صحيح، إنه تعالى أعظم من أن يدركه بصر. - منتظر: ولكن يوم القيامة نراه. - ﻻ يا منتظر، ﻻ نراه بالعين. - منتظر: حتى المﻻئكة واﻷنبياء وآل البيت؟! - يا منتظر المسألة ﻻ تتعلق بشخصية الرائي بحيث إذا كان عظيما رأى، بل الله غير قابل لأن يرى. - منتظر: ولكن لماذا؟ - ﻷن كل مرئي ﻻ بد أن يكون في جهة معينة حتى يرى فيها، ومن كان في جهة فهو محدود فيها، فيكون جسما، والجسم مركب، والمركب يحتاج إلى أجزائه. - منتظر: والله غني ﻻ يحتاج. - أحسنت، ومن هنا فإن الله ﻻ يرى. - منتظر: ولكن ماذا عن بعض اﻵيات التي منها ما دل على أن الله له يد؛ كقوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان}، ومنها ما دل على أن المؤمنين ينظرون إليه يوم القيامة؛ كما في قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة}، ومنها ما دل على أنه تعالى ينتقل من مكان إلى مكان مما يدل على جسميته؛ كما في قوله: {وجاء ربك والملك صفا صفا}؟! - كل هذه اﻵيات يا منتظر ﻻ تحمل على ظاهرها، فهي تعابير مجازية؛ فانبساط اليد كناية عن كرمه، والوجوه النضرة تنظر إلى رحمة ربها المتجسدة بالثواب، ومجيء الله كناية عن مجيء أمره بإثابة المطيعين وعقاب العاصين. وهكذا. - منتظر: نعم ... يعني الله ﻻ يرى؟ - ﻻ ينبغي لك أن تحزن لهذا، بل ينبغي أن تسبحه تعالى على أنه ﻻ يحويه مكان. ولكنك يا منتظر سترى في الجنة ما يسر فؤادك. - منتظر: عرفت عرفت، سأرى حور العين. - دعك من الحور وأنهار العسل واللبن والقطوف الدانية... - منتظر: إذن لم تقصد كل هذا! فماذا تقصد؟ - إن أجمل ما في الجنة أن تكحل ناظريك برؤية آل محمد، فإن النظر إلى وجهوهم أعظم من الجنة وما فيها. - منتظر: صدقت، اللهم أكحل ناظرنا بنظرة منا إلى موﻻنا صاحب الزمان، وعجل فرجه وسهل مخرجه، واجعلنا من أنصاره وأعوانه ومقوي سلطانه والمستشهدين بين يديه. آمين. ألقاك على خير. سﻻم عليكم - منتظر: وعليكم السﻻم.
******** انشروا آثار آل محمد ******** Www.dr-s-elhusseini.com د. السيد حسين علي الحسيني ﻷسئلتكم الفقهية عبر الواتساب: 009613804079
|