كَبُرْتُ اليومَ
كَبُرْتُ اليومَ يا أبتيْ وأصبحتُ الأبَ الأسمرْ
تُقَلِّبُنِي قِلاعُ الرزقِ قَدْ أقوى وَقَدْ أَفْتَرْ
فَتَنْشُلُني عيونُ الوِلْدِ مِنْ فَتَرِي إلى أَقْدَرْ
كذا وَتَوَالَتِ الأيامُ دونَ هَوَادَةٍ تُذْكَرْ
كَتَبْتُ قَضَا مرارَتِها وَكَمْ أَمْلَيْتُ في الدَّفْتَرْ!
إلى أنْ قادني التَعَبُ إلى كُرْسِيِّكَ المُصْفَرْ
بِتَبْغِ دُخَانِكَ المَخْنُوقِ مِنْ ضَغْطٍ وَمِنْ سُكَّرْ
فَرُحْتُ أُخاطِبُ الرُّوحَ التي رَسَمَتْ لِيَ المَنْظَرْ
أُقِرُّ الآنَ أَعْتَرِفُ بَأَنَّكَ يا أبي المصدَرْ
لِمَا أعطانِيَ الرحمنُ ما أخفى وما أَظْهَرْ
وَأَنِّي تُهْتُ عَنْ قَدْرِكْ وهذا ذَنْبِيَ الأَخْطَرْ
إلى أَنْ صِرْتُ ذاكَ الوالدُ الغرقانُ إِذْ أَبْحَرْ
فَعُذْرًا مِنْكَ يا أبتيْ وَمَنْ لِخَطِيئَتِي أَعْذَرْ؟!
|