إمامة الأئمّة الأحد عشَر بعد عليّ (عليه السلام): والدّليل على إمامتهم من وجوه أربعة: ← أوّلا: نصُّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ما رواه جابر بن عبدالله الأنصاريّ ، " قال : لمّا قال الله تعالى : >يا أيُّهَا الذينَ آمَنُوا أطِيعُوا الله َ وأطِيعُوا الرَّسُولَ وأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ ...< (1)، قلت : يا رسول الله ، عرفنا الله فأطعناه ، وعرفناك فأطعناك ، فَمَن أُولي الأمر الذين أَمَرَنا الله بطاعتهم ؟ ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : هم خلفائي يا جابر ، وأولياء الأمر بعدي أوّلهم أخي عليّ ، ثمّ من بعده الحسن وَلَدُه ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ ، وستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرئه منّي السّلام ، ثمّ جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ عليّ بن موسى الرِّضا ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ محمّد بن الحسن يملأ الأرض قِسطا وعدلا كما ملئت جَوْرا وظلما " (2).
← ثانيا : النصّ المتواتر من كلّ واحد منهم على لاحقه ، وذلك كثير لا يحصى نقلته الإماميّة على اختلاف طبقاتهم .
← ثالثا : لا أحد من غيرهم معصوم: - الإمام يجب أن يكون معصوما (صغرى) . - ولا أحد من غيرهم بمعصوم (كبرى). » فلا أحد من غيرهم بإمام (النتيجة) .
أمّا الصغرى فقد مرّ بيانها ، وأمّا الكبرى فهي ثابتة بالإجماع أنّه لم يدَّعِ العصمة غيرهم في زمان كلّ واحد منهم عليهم السّلام ، فثبت المطلوب .
← رابعا : ادعاؤهم الإمامة: - إنَّ كلَّ واحد منهم ادّعى الإمامة وظهرت المعجزة على يده (صغرى) . - وكلّ من كان كذلك فهو إمام (كبرى) . » إذن كلّ واحد منهم إمام (النتيجة) .
أمّا الصغرى فهي ثابتة لدى الإماميّة ؛ فقد عجَّت كتبهم بفيض المعجزات التي تثبت صدق مدّعاهم عليهم السّلام (1)، وأمّا الكبرى فلقبح الإغراء بالقبيح كما سبق ذكره . وبتمام المقدّمتين ثبت المطلوب .
راجع كتاب "الخرائج والجرائح " للفقيه المحدّث والمفسّر الكبير قطب الدين الرّاوندي (قدّس سرّه) المتوفّي سنة 537 هـ ، ومزاره في الحضرة الفاطميّة في قم المقدّسة . _____________________
(1) سورة النساء الآية : 59 . (2) بحار الأنوار ج 23 : 289 / ط . مؤسّسة الوفاء .
|