بعد التحيةِ والسلامْ أماه يا طيف النسيمِ وروعة الأحلامْ لا لن تهزي المهدَ بعد اليومْ ها قد كبُرتْ والمهدُ يخلو من ضناكِ المستنامْ
أماه ماذا لو نسيتِ بأنني كنتُ الصغيرَ وكنتُ أحبو مبطئًا مثل الغمامْ ها قد كبرتْ وقد عدَّ الفطامْ ولم أعدْ في كلِّ سوئي لا ألام أيامُنا تمضي كأسراب الحمامْ والضيمُ يرمي بالسهامْ ها قد كبرتْ والكلُّ يهوي للسلامْ أما أنا هيهاتَ أن أرضى الهوانَ وأستكين ولو فطمت عن الحليب فلن أتوب عن الصُرام هذا سلاحي في يدي اختارني واخترته حتى الحِمامْ لا تغضبي إما سبقتُ الشمس وتقبليني في الصباحْ أعلو الجنازة بالجراحْ والناسُ من حولي نواحْ قبليني بابتسامْ وامسحي عني الغبارْ وأوقدي التنورً عذرًا لن اعينَ بضرمِ نارْ
لا مهجتي لا تدمعي من سارَ في دربي كثارْ فتجلدي كي يستمرَّ وراءنا هذا القطارء وتذكريني في خيوط الفجر يا أمي وفي الزيتونْ ثم اهمسي كالطيفِ في أسماعِ إخوتيَ الصغارْ نعمْ كبرتَ يا ولدي بغيرِ هذي الروحِ ما كان انتصارْ
|