﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 هل الأمراض النفسية معدية؟ 

القسم : متفرقات أخلاقية   ||   التاريخ : 2025 / 03 / 15   ||   القرّاء : 269

🔴 هل الأمراض النفسية معدية؟
ربما مررتم بمبدأ يُعْمَل على نشره مؤخرًا، ومفاده رجحانُ تَجَنُّبِنا المرضى النفسيين بحال شعرنا أن الاقتراب منهم وسماع شكايتهم ربما ينقل لنا عدوى مرضهم النفسي وطاقتهم السلبية.
وجوابه:
ثبت كحقيقة علمية أن الأمراض النفسية غير معدية بتاتا، وإلا لو كانت كذلك لتسببت بإمراض المنشغلين في هذا الفن من الأطباء والمعالجين النفسيين على أقل تقدير.
نعم قد يسبِّب الاختلاط بالمرضى النفسيين نوعا من الضغط النفسي لدى من لديه الاستعداد للوقوع بالكآبة أو الإحباط، وهذا ليس أمرًا مذموما البتة؛ إذ من الطبيعي أن يسبِّب الاختلاط بالمريض سواء البدني أم النفسي الشعور بالحزن حياله.
والسؤال هنا: هل تسبيب الحزن ولوازمه وامتصاص الطاقة السلبية خلال سماع شكاية المرضى والمنكسرين أمر مذموم؟
وجوابه:
إن هذا الشعور  التفاعلي مع المريض النفسي لا مَذَمَّة فيه؛ لما فيه من مواساة له، وهذا من أقل درجات الاهتمام بأخينا الإنسان الواجبة والمحمودة شرعيا وأخلاقيا وفطريا وإنسانيا، وقد ورد في الحديث الشريف: "مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى"، وهذا الحديث واضح الدلالة على أن المؤمن إذا سمع شكاية أخيه عن مرضه، ينبغي أن يتفاعل معه بأقصى درجات التفاعل حتى الإصابة بالحمى كما يتفاعل بقية الجسد إذا أصاب المرض عضوا منه. بل حتى إذا وصل بالإنسان أن يموت همًّا؛ كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حادثة إغارة الغامدي بأمر من معاوية على مدينة (الأنبار) في العراق وسرقة حُلِيِّ النساء؛ حيث قال: "فلو أنَّ امْرَءًا مسلمًا مات من بعد هذا أسفًا، ما كان به ملومًا، بل كان به عندي جديرًا".
نعم، من يجد في نفسه عدم القابلية لتحمُّل سماع شكاية المرضى سواء النفسيين أم غيرهم، (ربما) يسقط عنه وجوب هذا التفاعل المندوب بل الواجب في كثير الأحيان عند الله في شريعتنا السمحاء الرحيمة التي شددت على التكافل المحتاج، والتراحم مع الضعيف المنهزم المكسور، ومواساة المظلوم المحزون، وإغاثة الملهوف...
وبناء على ما تقدم:
إن دعوى الناس لتجنُّب ما يسمونه بالطاقة السلبية بتفادي الناس المحبطين والمحزونين (على إطلاقها) هي دعوى أنانية تخالف آداب الشرائع السماوية جمعاء؛ فإن امتصاص الطاقة السلبية من إخوتنا المؤمنين أمر جليل في الشريعة، بل تسدِّده الفطرة الإنسانية السليمة، وإلا عاش الإنسان في قوقعة (الأنا) المذمومة عقليا وعقلائيا وشرعيا وفطريا وإنسانيا. 
فلنتدبَّر جيدا ولنتأمَّل في مقاصد الشريعة المحمدية العظيمة حتى لا ننثني عن الوقوف إلى جنب كل محتاج ما استطعنا. والسلام 🙌🏽
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني 
واتساب: 009613804079



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 مراتب الزهد

 سُنَّةُ ابْتِلَاءِ المُؤْمِنِينَ

 دعائم التوبة

 حتى النبي ليس له الحكم على الناس

 صوم ستة أيام من شوال

 فتوى شائعة مغلوطة (زكاة الفطرة لضيف ليلة العيد)

 ليس بعد الله مرمى

 الزوجة مكانها البيت

 أرذل العمر (الشيخوخة)

 الوصايا العشر في الكتاب المقدس والقرآن الكريم

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 محادثة الرجال والنساء

 دعاء كميل

 سيرة الرسول الأعظم محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

 خمس العين حال اختلاف قيمتها

 المناجاة الثالثة : مناجاة الخائفين

 للنوم وحالاته

 انحصار الأم النسبية بصاحبة النطفة (البويضة)

 شبهات حول خلق الإنسان من القرآن الكريم

 إثبات نبوة النبي محمد عقلا ومعاجزه

 اتجاه القبلة

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net