﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 الأمانة 

القسم : الخطب   ||   التاريخ : 2011 / 01 / 27   ||   القرّاء : 16209

       بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، و ذل كل شيء لعزته، و خضع كل شيء لملكه، واستسلم كل شيء لقدرته، نحمده حمدا سرمدا حتى يرضى عزه وجلاله. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها واحدا أحدا، صمدا، فردا، حيا قيوما، دائما أبدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا. ونشهد أن محمدًا عبده المصطفى ورسوله المنتجب أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأئمة، ورثةِ الأنبياء، وصفوةِ الأوصياء، وشموسِ الأتقياء. واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، إلى أن يشاء رب العالمين. وبعد

       عباد الله! أوصيكم وأوصي نفسيَ الأمارةَ قبلَكم بتقوى الله، وأداء الأمانة، فلا تخونوها وأنتم تعلمون.

       قال تعالى: >إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا< الأحزاب 72.

       ما هي الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها؟

       الأمانة هذه هي التكاليف الشرعية. وعرضها على السماوات والأرض والجبال حتى أبت وأشفقت من حملها، إشارة إلى عِظَم هذه المسؤولية، فكأنها لو عرضت على هذه المخلوقات الكبيرة والعظيمة، لما حملتها، ولكن حملها الإنسان الصغير، وحمله إياها لامتلاكه قابلية الطاعة اختيارا من خلال العقل، بخلاف الجماد، إلا أنه فرّط فيها فكان بذلك ظالما بارتكاب المعاصي، جاهلا باستحقاق العقاب على الخيانة فيها، وجاهلا بإغفاله ما يسعده بأدائها.

       هذه الأمانة التي هي مجموعة التكاليف الشرعية، لا تنحصر في أمانة المال، كما قد يتبادر إلى الذهن بأن الأمين من يحفظ الودائع المالية للآخرين، بل تنسحب إلى الأمانة في الجوارح، والأمانة في العقل، وإلى ذروة الأمانة وهي ولاية أهل البيت (عليهم السلام).

       أما الأمانة في المال، فلا يستسهلن أحد أمانة استودعت عنده، فيتغافل عن ردها، أو يتباطأ في أدائها، قال تعالى: >إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا...< النساء 65. وهذا النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)  يقول: "من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها، ثم أدركه الموت، مات على غير ملتي، ويلقى الله وهو عليه غضبان". وأوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل بن زياد فقال له: "يا كميل! افهم واعلم أنا لا نرخص في ترك أداء الأمانات لأحد من الخلق، فمن روى عني في ذلك رخصة، فقد أبطل وأثم، وجزاؤه النار بما كذب، أقسمُ لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا: يا أبا الحسن! أدِّ الأمانة إلى البَّر والفاجر، فيما قل وجل، حتى في الخيط والمخيط".

وقال زين العابدين (عليه السلام)لشيعته: "عليكم بأداء الأمانة، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا، لو أن قاتل أبي الحسين بن علي (عليهما السلام) ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته له". حتى أن الله تعالى ذكره مدح النصارى لأدائهم الأمانة، وذم اليهود لخيانتهم لها، قال: >وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ< آل عمران 75. والقنطار المال الكثير. ومعنى قول اليهود: أي ليس علينا في أموال العرب التي أصبناها سبيل.

ومن المعلوم أن دية قطع اليد خمسمائة دينار من الذهب، بينما يجب قطع اليد إذا سرقت ربع دينار، هنا تعجب أبو العلاء المعري، فقال:       

     يد بخمسِ مئينَ عسجد وُديت       ما بالها قُطعت في ربع دينار

تناقضٌ ما لنا إلا السكوتُ له     وأن نعوذ ببارينا من النار

فأجابه أحد الشعراء:                  

                                                            قل للمَعَرِّي عارٌ أيمّا عارِ          جهلُ الفتى وهْوَ عن ثوب التقى عار

             لا تقدحنَّ بنود الشرع عن شُبَهٍ           شرائعُ الدين لا تُقدحُ بأشعار

        يدٌ بخمس مئينَ عسجدٍ وُدِيَتْ           لكنها قُطعتْ في ربع دينار

           عِزُّ الأمانة أغلاها وأرخصها           ذُلُّ الخيانة فافهم حكمة الباري

       يعني أن الإسلام أعطى اليد الأمينة القيمة العليا فأغلاها بأن جعل ديتها خمسمائة دينار من الذهب، وأرخص اليد الخائنة فجعل نصاب حد السرقة ربع دينار.

       هذه الأمانة في المال، أما الأمانة في الجوارح، فلا نتوسلها للحرام، فلا نستمع للغناء، ولا ننظر إلى المحرمات، ولا نتكلم فيما لا يرضي الله من غيبة ونميمة وبهتان، ولا نفشي أسرار الناس، ولا نمد أيدينا إلى ما لا يحل لنا، ولا نحرك أقدامنا باتجاه المعاصي، وكما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "أقل ما يلزمكم لله ألا تستعينوا بنعمه على معاصيه".

       وفي رواية أن رجلا جاء للحسين (عليه السلام) وقال: أنا رجل عاص، ولا أصبر على المعصية، فعظني بموعظة. فقال (عليه السلام): "افعل خمسة أشياء وأذنِب ما شئت؛ فأول ذلك، لا تأكل رزق الله وأذنب ما شئت. والثاني اخرج من ولاية الله وأذنب ما شئت. والثالث اطلب موضعا لا يراك الله وأذنب ما شئت. والرابع إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت. والخامس إذا أدخلك مالك في النار، فلا تدخل في النار وأذنب ما شئت". ولكن سيدي يا أبا عبد الله! كيف يتحرز عن أحد هذه الخمسة؟! الرزق من الله، والمُلك له وحده، والأمر بيده والسماوات مطويات بيمينه والأرض جميعا قبضته، ونحن المساكين الضعفاء، كيف نجترئ على جبار السماوات والأرض بمعصيته؟ وما حالنا يوم القيامة إذا أخذ مالكٌ بحجزتنا إلى النار، واحتوشتنا ملائكة غلاظ-أي أحدقت بنا وجعلتنا في وسطها-، وزبانية فظاظ، والجبار ينادي >خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ< الحاقة 30-32. هذه السلاسل التي كان يتذكرها الإمام السجاد ويبكي. آه آه! اللهم لا تخرجنا من هذه الدنيا إلا وأنت راض عنا. 

       ولا يتوهمَنَّ أحدٌ أن الأمانة في ترك المعاصي تتوقف عنده، لا! وإنما تعمّ أهله وعائلته، لأن الله الذي جعله قواما على زوجته، ووليا على أولاده، أمره أن يرشدهم إلى ما فيه صلاحهم، وإلا عوقب بمعصيتهم لإخلاله بهذه الأمانة؛ قال تعالى: >وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا...< طه 132.  وقال: >يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ< التحريم 6. يعني أننا مسؤولون عن أهلينا بوقايتهم من النار، كمسؤوليتنا عن أنفسنا، فنأمر أزواجنا بالحجاب، وأولادنا بالصلاة، وبناتنا بالعفة، فإن هذا مقتضى الأمانة عليهم، وترك ذلك خيانةٌ لها.

       أما الأمانة في العقل، فلا نشغله فيما لا ينفع، وإنما نعمله فيما يتلاءم مع قيمته وعظمته؛ فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه، والحكمة لسانه، والرأفة همه، والرحمة قلبه، ثم حشاه وقوّاه بعشَرَة أشياء: اليقين، والإيمان، والتصديق، والسكينة، والإخلاص، والرفق، والعطية، والقناعة، والتسليم، والشكر. ثم قال له: أدبر! فأدبر، ثم قال له: أقبل! فأقبل، ثم قال: تكلّم! فقال: الحمد لله الذي ليس له ضدٌ ولا ندٌ، ولا شَبَهٌ ولا شبيهٌ، ولا كفؤٌ، ولا عديلٌ، ولا مِثلٌ ولا مثيلٌ، الذي كل شيء لعظمته خاضع ذليل.  فقال الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي! ما خلقت خلقا أحسنَ منك، ولا أطوعَ منك، ولا أرفعَ منك، ولا أشرفَ منك، ولا أعزَّ منك، بك أوحَّدُ، وبك أحاسِبُ، وبك أُدعى، وبك أُرتجى، وبك اُتقى، وبك أُخاف، وبك أُحذر، وبك الذنب، وبك العقاب. فخر العقل عند ذلك ساجدا، وكان في سجوده ألف عام، فقال الرب تبارك وتعالى بعد ذلك: ارفع رأسك، وسل تعطَ، واشفع تُشفَّع. فرفع العقل رأسه، فقال: إلهي! أسالك أن تشفِّعني فيمن جعلتني فيه. فقال تبارك وتعالى للملائكة: اشهدوا أني شفّعته فيمن خلقته فيه".

       أبعد هذا الحديث الذي تقشعر منه العقول، يصر أحدنا على إهانة العقل بإهماله أو بإعماله فيما لا يليق به؟ ولا يعني ذلك أن يكون كل وقتنا من دون ترويح عن النفس، وإنما القصد كما قال إمامنا الكاظم (عليه السلام): "اجتهدوا في أن يكون زمانُكم أربعَ ساعات: ساعةً لمناجاة الله، وساعةً لأمر المعاش، وساعةً لمعاشرة الإخوان والثِقات الذين يعرفونكم عيوبكم، ويخلصون لكم في الباطن، وساعةً تختلون فيها للذاتكم في غير محرم". يعني أن نختلي إلى لذاتنا أمر لا إشكال فيه، وإنما الإشكال في أن نقضي أكثرَ ساعاتنا في اللعب واللهو. قال تعالى: >أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ< المؤمنون 115. وقال عز من قائل: >وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ< الدخان 38-39.

       يعني أنا خُلقنا لغرض اختبارنا، وأنا مسؤولون يوم القيامة عن كل أمانة استودعناها؛ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تزول قدم عبد -أي لا تبرح- يوم القيامة من بين يدي الله (عز وجل) حتى يسأله عن أربع خصال: عمرِك فيما أفنيته؟ وجسدِك فيما أبليته؟ ومالِك من أين اكتسبته وأين وضعته؟ وعن حبنا أهلِ البيت؟ فقال رجل: وما علامة حبكم يا رسول الله؟ فقال: محبة هذا، ووضع يده على رأس علي بن أبي طالب".    

       ومن هنا نأتي إلى الأمانة العظمى التي ابتلى الله العالمين بها، ألا وهي الأمانة في آل البيت (عليهم السلام)، قال تعالى: >ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ< الشورى 23. تصوّروا ثقل هذه الأمانة وعظمتَها، حتى أن الله أمر نبيه أن يعطوه أجر تبليغه رسالة الإسلام مودة أهل بيته، وأي مودة هذه؟ هل مودتهم بتسمية أولادنا ومدارسنا ومحلاتنا بأسمائهم، لا ريب أن هذا من مظاهر حبهم صلوات الله عليهم، ولكن مودتهم الحقيقية تتمثل بالاقتداء بآثارهم، والاهتداء بهديهم، لا أن ننسب أنفسنا إليهم ثم نرتكب الكبائر، ونجترح المحرمات، فنصيبهم بالشين والعار حسب تعبير السجاد (عليه السلام): "ما زال حبكم لنا، حتى صار شينا علينا". بل نعمل بوصاياهم، أوصى إمامنا الصادق (عليه السلام)شيعته فقال: "عليكم بتقوى الله، والورع، والاجتهاد، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، صلوا في عشائركم، وصلوا أرحامكم، وعودوا مرضاكم، واحضروا جنائزكم، كونوا زينا، ولا تكونوا شينا، حببونا إلى الناس، ولا تبغضونا، جروا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل قبيح، وما قيل فينا من خير فنحن أهله، وما قيل فينا من شر فوالله ما نحن كذلك".

وقال (عليه السلام) مخاطبا أصحابه وروّاد مدرسته: "كونوا زينا لنا، ولا تكونوا شينا علينا، حتى يقولوا: رحم الله جعفر بن محمد، فلقد أدّب أصحابه". فإذا حفظنا أمانة الله في أموال الناس، وفي جوارحنا، وعقولنا، وسادتنا من آل محمد، نلنا والله السعادة الخالدة. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. 



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

البحوث الفقهية

البحوث العقائدية

البحوث الأخلاقية

حوارات عقائدية

سؤال واستخارة

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 كَبُرْتُ اليوم

 الاستدلال بآية الوضوء على وجوب مسح الرجلين

 العدالة

 السعادة

 قوى النفس

 البدن والنفس

 تلذُّذ النفس وتألمها

 العبادة البدنية والنفسية

 العلاقة بين الأخلاق والمعرفة

 المَلَكَة

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 الكفن

 الغياث الفرد الوتر

 مستحبّات قبل الدّفن وحينه وبعده

 الرغبة في ممارسات الحب فطريتها وشرعيتها

 التحية بين الرجال والنساء

 مقدار وعمّن ولمن تدفع زكاة الفطرة

 ليلة القدر

 نبوة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)

 الحميد المحصي

 زيارة الإمام الحسن بن علي المجتبى (عليهما السلام) يوم الاثنين

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net