﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 وجوب عصمة النبي والإمام 

القسم : عصمة وأفضيلة النبي والإمام   ||   التاريخ : 2011 / 03 / 05   ||   القرّاء : 17476

في وجوب عِصْمَة النبي والإمام:

     ← أوّلا: لا بدّ من تحديد معنى العِصْمَة : " هي لُطف خَفِيٌّ (1) يفعله الله تعالى بالمكلَّف بحيث لا يكون له داعٍ إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرته على ذلك (2)" .

     ← ثانيا: إنّ النبيّ وكذا الأئمة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) شأنهم شأن باقي الأنبياء (عليهم السلام) في كون العصمة واجبة لهم مطلقا؛ أي عن كلّ معصية صغيرة وكبيرة ، عمدا وسهوا ، والدليل على هذا من وجهين :
     ◄ لو جازت المعصية عليهم، لجاز الكذب عليهم، فكيف يوثق بهم حينها؛ حيث يكون الواجب تعالى قد نقض غرضه في هداية النّاس وإيصالهم إلى الكمال كما هي غاية رسالات الأنبياء وتنصيب الأئمة، ونقض الغرض مخالف لحِكمته، وهو محال.
      ودليل ذلك: إنّ الذي عُهِدَ منه الذنبُ يَفقُدُ مَحَلَّه من القلوب وتَنفُرُ النفوسُ منه ، فكيف يبعث وينصب الله أمثال هذا إلى النّاس قاصدا هدايتهم به ؛ فإنّ في ذلك تفويتا لغرضه وهو محال . فتبيّن وجوب العصمة من أوّل عمرهم (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) .

     ◄ لا شكّ  أنّ المولى قد أوجب اتِّبَاعَهم لما دلّت عليه العديد من الآيات (3) ، فلو صدر عنهم الذنب ، لوجب اتِّباعهم امتثالا لأمره تعالى ، ولكنّ الأمر باتباعهم على الباطل محال لقبحه، فيكون صدور الذنب عنهم محال، وهوالمطلوب.

في بعض النصوص الشرعيّة الدّالة على عصمتهم (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين):
     ◄ قوله تعالى بحقّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : >وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى< (2)؛ وهي صريحة الدّلالة في أنّ كلامه النبي مُسَدَّد من الباري جلّ وعلا ، ومن كان كذلك لا يخيب سهمه أبدا .

     ◄ قوله عزّ من قائل في أصحاب الكساء (عليهم الصّلاة والسّلام): >... إنَّمَا يُرِيدُ الله ُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا< (3)؛ " الرّجس " هنا يعني الذّنب والمعصية ، و" اللام " في قوله تعالى " لِيُذْهِبَ " لام الإرادة ؛ أي أنّ الله أراد إذهاب الرّجس عن أهل البيت (عليهم السّلام) وتطهيرهم من الذّنوب ، والله إذا أراد شيئا فإنّما يقول لـه كن فيكونُ ؛ فلا بدّ أن تتحقّق عصمتهم (عليهم السلام) .

     أما من هم أهل البيت (عليهم السلام)، فقد جاء في كفاية الأثر، ص 82: حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة، قال حدثنا ابو الحسين زيد  بن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز بالكوفة في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا العباس بن العباس الجوهري ببغداد في دار عميرة، قال حدثني عفان بن مسلم، قال حدثني حماد بن سلمة، عن الكلبى، عن أبي صالح، عن سداد بن أوس، قال: لما كان يوم الجمل قلت: لا أكون مع علي ولا أكون عليه، وتوقفت عن القتال الى انتصاف النهار، فلما كان قرب الليل ألقى الله في قلبي أن أقاتل مع علي، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان، ثم إني أتيت المدينة فدخلت على أم سلمة، قالت: من أين أقبلت؟ قلت: من البصرة. قالت: مع أي الفريقين كنت؟ قلت: يا أم المؤمنين إني توقفت عن القتال الى انتصاف النهار وألقى الله (عز وجل) أن أقاتل مع علي. قالت: نعم ما عملت، لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من حارب عليا فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله. قلت: فترين أن الحق مع علي؟ قالت: أي والله علي مع الحق والحق معه، والله ما أنصف أمة محمد نبيهم اذ قدّموا من أخره الله (عز وجل) ورسوله وأخروا من قدمه الله تعالى ورسوله، وإنهم صانوا حلائلهم في بيوتهم وأبرزوا حليلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  إلى الفناء، والله لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لأمتي فرقة وجعلة فجامعوها اذا اجتمعت واذا افترقت فكونوا من النمط الاوسط، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا، وإن سالموا فسالموا، وإن زالوا فزالوا معهم، فإن الحق معهم حيث كانوا. قلت: فمن أهل بيته؟  قالت: أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم؟ قالت: هم الأئمة بعده كما قال: عدد نقباء بنى إسرائيل علي وسبطاه وتسعة من صلب الحسين، هم أهل بيته هم المطهرون والأئمة المعصومون. قلت: أما والله هلك الناس إذا. قالت: كل حزب بما لديهم فرحون.
     أمّا زوجات النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فلسن مقصودات لارتكابهم المعاصي كما هو مُجْمَع عليه ، وقد سألت أمّ سلمة الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم): ألستُ منهم ؟ ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنت إلى خير .
____________________

(1) لا يدركه عامّة النّاس .
(2) فإنّ المعصوم له القدرة على فعل المعاصي وليس مُجبَرا على تركها ، وإنّما يتركها لعلو مقامه ونورانيّة علمه ، فإذا كان المولى قد وهبه العصمة فلاطِّلاعه تعالى على حسن مآله ورفيع إخلاصه .

(3) >وما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا واتَّقُوا الله إنّ الله شديدُ العِقَاب< سورة الحشر الآية : 7 . >قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فاتَّبِعُوني يُحْبِبْكُمُ الله ُوَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنَوبَكُمْ وَالله ُغَفُوْرٌ رَحِيْمٌ< سورة آل عِمران الآية :31 . >مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله َ...< سورة النّساء الآية : 80 .

(4) سورة النجم الآية : 3-4 .
(5) سورة الأحزاب الآية : 33 .



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

البحوث الفقهية

البحوث العقائدية

البحوث الأخلاقية

حوارات عقائدية

سؤال واستخارة

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 كَبُرْتُ اليوم

 الاستدلال بآية الوضوء على وجوب مسح الرجلين

 العدالة

 السعادة

 قوى النفس

 البدن والنفس

 تلذُّذ النفس وتألمها

 العبادة البدنية والنفسية

 العلاقة بين الأخلاق والمعرفة

 المَلَكَة

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 اِفهم دنياك

 المهر في الزواج الدائم والمؤقت وحال الاعتداء

 زيارة الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) يوم الاثنين

 آل النبي

 مرحلة الشباب

 ما يُتَيَمَّمُ به

 دعوة الصادق وآداب الإفطار وتقديم الطعام لغير الصائم

 بيع وهبة الأعضاء

 ذو الجلال والإكرام

 موارد وجوب التيمم

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net