﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 السيدة زينب ولادتها وفاتها مدفنها 

القسم : متفرقات دينية   ||   التاريخ : 2025 / 10 / 27   ||   القرّاء : 6

🌹 السيدة زينب (ولادتها وفاتها مدفنها) 

هي السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله (صلى الله عليهم وآلهم). وُلدت في ٥ جمادى الأُولى سنة ٥ هجرية. 

 

معنى اسمها 

هناك قولان في معنى كلمة زينب. الأول: أنها كلمة مركبة من (زين) و(أب). أما الثاني: فهو أن (زينب) اسم لشجرة أو وردة.

 

كنيتها وألقابها 

تُكنَّىٰ السيدة زينب بـ(أم الحسن) و(أم كلثوم).

وأشهر ألقابها:

- [العقيلة]: وتعني السيدة الشريفة الجليلة والمُخَدَّرَة. وقد ذُكِر هذا اللقب كثيرا في المصادر التاريخية. 

- [زينب الكبرى]: وذلك للتفريق بينها وبين أختها الأصغر التي سميت باسمها وكُنِّيَتْ بكنيتها.

- [أم المصائب]: ذلك لأنَّها شاهدت مصيبة وفاة جدّها رسول اللّٰه، ووالدتها السيدة فاطمة وما أصابها في محنتها. وكذلك مصيبة قتل أبيها الإمام علي ومحنته، ومصيبة شهادة أخيها الإمام الحسن بن علي بالسمّ ومحنته، والمصيبة الأعظم علىٰ الأمة، وهي واقعة كربلاء التي قتل فيها أخويها الإمام الحسين والعباس، وقتل ولديها عون ومحمد وولدَي الحسين (علي الأكبر والأصغر)... وما آسته من السبي من كربلاء إلىٰ الكوفة إلىٰ الشام مكبَّلة بالأصفاد والأغلال...

- وكذلك سميت [الغريبة]، [العالمة غير المعلَّمة]، [الطاهرة]، [السيدة]؛ فإذا قيل في مصر: (السيدة) فقط عرفت أنها السيدة زينب بنت علي. 

  

كربلاء وما بعدها 

كان للسيدة زينب دور بطولي وأساسي في ثورة كربلاء التي تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله؛ حيث قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها وكان لها دور إعلامي؛ حيث أوضحت للعالم حقيقة الثورة، وأبعادها وأهدافها.

فحينما دخلت قافلة السبايا إلىٰ الكوفة بعد مقتل الإمام الحسين بأمر من عبيد الله بن زياد الذي کان واليا علی الكوفة آنذاك، خرج أهل الكوفة للنظر إليهم، فصارت النساء يبكين وينشدن. فخطبت السيدة زينب خطبتها الشهيرة في أهل الكوفة قبل دخولها إلىٰ مجلس ابن زياد، فقالت لهم معاتبة: "أتبكون! فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة". وقد أشارت إلىٰ الناس بأنهم هم المسؤولون عن قتل الإمام الحسين بسبب خذلانهم له وكانوا هم الذين دعوه إليهم! فقالت: "ويلكم أتدرون أي كبد لرسول الله فَرَيْتُم؟ وأيُّ عَهْدٍ نَكَثْتُم...؟!" حتى ضجت الكوفة بالبكاء والعويل!

وكان كلامها غايةً في الفصاحة والبيان مستعينةً بآيات من القرآن، حتىٰ قيل أنه لم يسمع قبلها من تكلم كهذا إلا أبيها علي؛ حيث أفحمت والي الكوفة ابن زياد، فوقف أمامها حائرا وقال: "إنَّها لَسَجَّاعَة، ولعمري كان أبوها سَجَّاعًا"، فقالت له: "ما للمرأة والسجاعة؟!" 

 

وفاتها ومدفنها

الأرجح عند كثير من الباحثين أنها توفيت في سنة 62 هـ، والاتفاق أن وفاتها كانت في يوم 15 رجب. وذكر بعض المؤرخين وسير الأخبار بأنها توفيت ودفنت في دمشق.

أما مدفنها، ففيه قولان:

- (دمشق):

تشير روايات إلىٰ أنَّ زوجها وهو ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رحل مع زوجتها وعياله من المدينة إلىٰ ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية اسمها (راوية). وقد توفيت السيدة زينب في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها، والمنطقة معروفة الآن بـ(السيدة زينب)، وهي من ضواحي دمشق.

- (القاهرة):

أكَّد مؤرخون آخرون أنها دفنت في القاهرة؛ حيث ذكر النسابة (العبيدلي) في (أخبار الزينبيات): أنّ زينب الكبرىٰ بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلىٰ المدينة، أخذت تؤلّب الناس علىٰ يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق انتقاض الأمر، فكتب إلىٰ يزيد بالحال، فأتاه كتاب يزيد يأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلىٰ حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: "لا أخرج وإن أُهْرِقَتْ دماؤنا"، فقالت لها ابنة عمها زينب بنت عقيل: "يا ابنة عمّاه قد صدقنا اللّٰهُ وعده وأورثنا الأرض نتبوَّأ منها حيث نشاء، فطيبي نفسًا وقرِّي عينًا، وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟! ارحلي إلى بلد آمن". ثم اجتمع عليها نساء بني هاشم وتلطّفن معها في الكلام، فاختارت الذهاب إلىٰ (مصر)، وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين، وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي (مسلمة بن مخلد الأنصاري) في جماعة معه، فأنزلها داره بـ(الحمراء)، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً، وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري بالقاهرة. 

ويدأب أهل مصر الطيبين علىٰ الاحتفال كل عام بمولدها في الثلاثاء الأخير من شهر رجب في ذكرىٰ وصولها إلىٰ أرض مصر الطاهرة.​

(صلَّىٰ الله وسلَّم عليها وعلىٰ جدها وأبيها وأمها وإخوتها وآلهم أجميعن)

➖➖➖➖➖➖➖➖

د. السيد حسين علي الحسيني 

واتساب: 009613804079 



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 السيدة زينب ولادتها وفاتها مدفنها

 التوكل والتفويض والتسليم والثقة

 متلازمة بيتر بان (peter pan syndrome)

 رجعت حليمة لعادتها القديمه

 هل عفت نفسك

 الوطن بين الوعي والاستغلال السياسي

 المراهنة

 الحب فطري وشرعي

 إعجاز قرآني في الاندكاك {فأجاها المخاض}

 منشأ الدراما النفسية (لماذا نحزن؟)

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 مشي النساء في الشوارع في المناسبات

 القويّ المتين

 السجود

 الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام)

 الندم

 صوم المسافر

 أحكام الغسل

 المد اللازم الكلمي والحرفي

 وطن الزوج

 نغمة (لا/La) حسيني ومقامها

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net