🐐 #سياسة_المرياع_والقرقاع
(المِرْياع) هو شيخُ قطيعِ الغنمِ، أصلُه خروفُ ابنِ ساعتِه لم يذقْ حليبَ أمِّه؛ حيثُ يُفْصَلُ (المِرْياع) عنها منذ ولادتِه، ويتمُّ إرضاعُه من حمارةٍ أو من زجاجةٍ موضوعةٍ في خَرْجِ حمارٍ. ومع مرورِ الزمنِ يصبحُ الحمارُ بمثابةِ أمِّه وأبيه أينما ذهب؛ حيثُ يبقىٰ حولَه وخلْفَه.
وفي مرحلةٍ متقدِّمةٍ من عمرِ الخروفِ (المِرْياع) يتمُّ خَصْيُه والعنايةُ به لِيَسْمَنَ، ويُوضَعُ في أُذُنَيْهِ أو رَقَبَتِهِ جرسٌ خاصٌّ يُسَمَّىٰ (القَرْقاع)، لتصبحَ مُهِمَّتُه قيادةَ القطيِع خَلْفَ الحمارِ المدرَّبِ علىٰ السيرِ باتجاهِ المرعىٰ…
فكلما مشىٰ الحمارُ، سارَ خَلْفَه (المِرْياع)، فَيُدَنْدِنُ (القَرْقاع) المعلَّقُ في رَقَبَتِهِ أو أُذُنَيْهِ إعلانًا للقطيعِ باللِّحاقِ به حتىٰ إذا تَرَدَّىٰ في وادٍ سحيقٍ تَرَدَّوا وراءَه طائعِين!
إذا عرفتُم ذلك، فاعلموا أنَّ أغلبَ البشرِ علىٰ شاكلةِ الغنمِ لا يَحْلُو لهم السَّيْرُ إلا خَلْفَ زعيمِهم الوَهْمِيِّ الصُّوْرِيِّ (المِرْياع)، فينقادون خَلْفَه بِحُكْمِ التَّعَوُّدِ البَهِيمِيِّ بمجرَّدِ أنْ يُقَرْقِعَ لهم بأجراسِ خطاباتِه الرَّنَّانَةِ… ويَتْبَعُونَ خُطاه مُعتقدينَ أنَّهم يسيرون خَلْفَ الخُطَىٰ الواثقةِ لزعيمٍ مُسَدَّدٍ، يُدْرِكُ تمامًا أينَ وإلىٰ أينَ يَخْطُو! والحقُّ أنَّ المُحَرِّكَ والقائدَ الحقيقيَّ لمسيرتِهم هو ذاكَ الحمارُ في المقدَّمةِ، ومِنْ ورائِه راعٍ يخفىٰ علىٰ الغافلين. فَلْنَتَأَمَّلْ.
➖➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|