هل يَتَّحد الله معَ غيره؟
← الاتَّحاد له معنيان : 1- مجازيّ : "هو صيرورة الشيء شيئا آخر بِكَوْنِ أحدهما وفساد الآخر" ؛ وهو نوعان : » إضافيّ : حيث تكون الصَّيرورة بإضافة شيء آخر ؛ كما يصير التراب طينا بإضافة الماء . » غير إضافيّ : كما يصير الماء هواء .
2- حقيقيّ : "هو صيرورة الشيئين الموجودَين شيئا واحدا بدون فساد أحدهما" ، وهو "التَحَوُّل" .
والاتِّحاد المجازيّ بكلا معنييه مستحيل عليه قطعا ؛ لاستحالة الكون والفساد عليه تعالى ؛ فالكـون يلزمه أن يَسْبِقَهُ العدم ، وهو أزليّ ، والفساد يلزمه أن يلحقه العدم ، وهو أبديّ .
أمَّا الاتِّحاد الحقيقيّ الذي لا يلزمه الفساد ، فقد قال بعض النصارى : إنّ لاهوتيّة (1) الباري اتَّحدت مع ناسوتيّة (2) المسيح (عليه السلام) ، وقالت النصيريّة (3) : إنّه اتَّحد بعليّ (عليه السلام) ، وقال المتصوِّفة : إنّه اتَّحد بالعارفين .
الجواب : وفيه ثلاثة احتمالات : 1- إذا عنى هؤلاء بالاتِّحاد بقاء المتَّحدين موجودَين ، فهو باطل لأنَّهما بوجودهما إثنان لا واحد . 2- وإن عَنَوا بالاتِّحاد انعدامهما معًا ، فلا اتِّحاد في المقام ، وإنَّما هو وجود ثالث . 3- وإن قصدوا انعدام أحدهما ، وبقاء الآخر ، فلا اتِّحاد أيضًا ؛ لأنّ المعدوم لا يتَّحد مع الموجود .
وبشكل مُجْمَل ، الاتِّحاد اندماج الله بغيره ، والاندماج محدوديّة ، والمحدوديّة جسمانيّة ، والجسمانيّة افتقار واحتياج ، والواجب ليس كذلك سبحانه . _____________________
(1) الوجود المجرَّد . (2) الوجود المادِّيّ . (3) إحدى الطوائف القائلة بربوبيّة الإمام عليّ (عليه السّلام) .
|