🔴 متلازمة ستوكهولم (Stockholm Syndrome)
تعريفها:
"هي استجابة نفسيَّة تحدث عندما يطوِّر الإنسان مشاعر إيجابيَّة تجاه المعتدي".
ويمكن أن تحدث هذه الظاهرة في حالات الاختطاف، والعنف المنزليِّ، والإساءة في العمل، وفي بعض الحالات داخل الطوائف المغلقة أو الجماعات المتشدِّدة.
أصل_المصطلح:
سُمِّيت المتلازمة بهذا الاسم نسبةً إلى حادثة وقعت في العاصمة السويدية (ستوكهولم) عام ١٩٧٣م؛ حيث احتجز رجلان مسلَّحان أربعة موظَّفين في بنك لمدَّة ستَّة أيَّام. وبعد إطلاق سراح الرهائن، تفاجأ الجميع بدفاع المختطفين عن خاطفيهم ورفض الشهادة ضدَّهم في المحكمة، بل إنَّ إحدى الرهائن ارتبطت بأحد الخاطفين عاطفيًّا.
أسباب متلازمة ستوكهولم:
١. آليَّة البقاء:
ففي مواقف الخطر الشديد، يتبنَّى الدماغ استراتيجيَّات للبقاء، بما في ذلك محاولة إيجاد أيِّ نوع من العلاقة الإيجابيَّة مع المعتدي لتقليل الأذى المحتمل.
٢. الإرهاق النفسيُّ والعاطفيُّ:
فعندما يكون الشخص معزولًا عن العالم الخارجيِّ وتحت ضغط نفسيٍّ شديد، قد يرى في المعتدي مصدرًا وحيدًا للأمان.
٣. طول فترة الإساءة:
فكلَّما طالت مدَّة الاحتجاز أو الإساءة، زادت احتماليَّة تطوُّر المشاعر الإيجابيَّة تجاه الخاطف.
٤. التلاعب العاطفيُّ:
فقد يستخدم المعتدي مزيجًا من العنف والمكافآت، مما يخلق نوعًا من الارتباط العاطفيِّ المشوَّش.
أعراض متلازمة ستوكهولم:
تظهر المتلازمة بعدَّة أشكال نفسيَّة وسلوكيَّة؛ منها:
- الدفاع عن الخاطف أو المعتدي حتى بعد انتهاء الأزمة.
- رفض التعاون مع السلطات أو الهروب من الموقف عند توفِّر الفرصة.
- الشعور بالامتنان تجاه المعتدي إذا عامل الضحيَّة بلطف نسبيًّا.
- فقدان الثقة في الآخرين أو في الجهات الأمنيَّة.
- الشعور بالذنب تجاه فكرة تحرير النفس من المعتدي.
أمثلة على متلازمة ستوكهولم:
* حالات الاختطاف:
مثل حالة باتي هيرست، ابنة المليونير الأمريكيِّ التي اختُطفت عام ١٩٧٤م وانضمَّت لاحقًا إلى خاطفيها وساعدتهم في تنفيذ جرائم. وقد جاء في الإحصائيَّات تعاطف ٨٪ من الرهائن مع محتجزيهم.
وكذا أسرى الحرب؛ فبعض الجنود الذين يقعون في الأسر يصبحون متعاطفين مع خاطفيهم بسبب العزلة والتلاعب النفسيِّ.
* العنف المنزليُّ:
حيث يتطوَّر لدى بعض الضحايا تعاطف مع المسيء، فيرفضون مغادرة العلاقة السامَّة؛ إمَّا إشفاقًا أو تعلُّقًا خصوصًا إذا نجح في إيهامهم باحتياجهم إليه وعدم إمكانيَّة الاستغناء عنه.
علاج متلازمة ستوكهولم:
- أولًا: (العلاج النفسيُّ)
خاصة العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة الضحية على إعادة بناء أفكارها وتحديد أنماط التفكير المشوَّهة لديها.
- ثانيًا: (الدعم الاجتماعيُّ)
حيث يلعب الأصدقاء والعائلة دورًا مهمًّا في مساعدة الضحيَّة على إعادة التواصل مع الواقع.
- ثالثًا: (التوعية)
تثقيف الضحايا حول المتلازمة، فهذا يساعدهم على فهم مشاعرهم بشكل أفضل.
- رابعًا: (العلاج الطُّبِّيُّ)
في بعض الحالات، قد يُستخدم العلاج الدوائيُّ لمعالجة القلق أو الاكتئاب الناتج عن التجربة.
خاتمة:
إنَّ (متلازمة ستوكهولم) ظاهرة نفسيَّة معقَّدة تُظهر كيف يمكن للعقل البشريِّ أنْ يتكيَّف مع الظروف القاسية بطريقة غير متوقَّعة. وإنَّ فَهْمَهَا يساعد في تقديم الدعم النفسيِّ الصحيح للضحايا وتمكينهم من التحرُّر من آثار الصدمة.
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|