|
🔴 #احذروا_الخرافات (الذبيحة في الإسلام)
تطالعنا بعض الصفحات بمقال تزعم أنه بحث علمي عن جامعة ألمانية، يشير إلى أنه ثبت علميا وعن طريق التخطيط الدماغي EEG للذبائح حين الذبح وفق الشريعة الإسلامية، أن الذبح وفق الشريعة لا يسبِّب أي ألم للذبيحة بتاتًا؛ حيث لم يظهر أي تغيير في تخطيط الدماغ أثناء الذبح، مما يكشف عن انتفاء الألم كليًّا! ثم يستدلون بهذه المعلومة على عظمة الإسلام.
أقول:
1️⃣ أولًا:
هذا البحث ملفَّق ومَنْحُول وغير علمي، فتنبهوا. فما اسم هذه الجامعة في ألمانيا؟! وأين هو رابط البحث العلمي أو مصدره؟!
2️⃣ ثانيًا:
مهما يكن من شيء، فإنَّ دعوى أن الحيوانات لا تشعر بالألم (بالمرة) حين الذبح، هو مخالف للعين والسمع والعقل والقلب والحس والوجدان والعلم والشرع... فإن الحيوانات تشعر بالألم والخوف أيضا بالضرورة، وبلا نكير من عاقل أو ذي حس.
ويمكنكم مراجعة المواقع العلمية، أو سؤال أي طبيب بيطري... فلا تنطلي عليكم هذه الخُزَعْبِلات يا أعزائي، فإنها تسيء للإسلام عن قصد أو غير قصد، وكذا تسيء للمسلمين بإظهارهم بعيدين عن ما قطع به الوجدان والعلم. كما سيتضح لكم أنها تخالف الإسلام وما أُثِرَ عن رسول اللّٰه (صلى الله عليه وآله).
3️⃣ ثالثًا:
إنَّ الصحيح العلمي والوجداني هو التالي:
إن ذبح الحيوانات وفقًا للشريعة الإسلامية يهدف إلى تقليل الألم - وكذا الخوف - قدر الإمكان وليس نفيه بالمَرَّة. والأسباب التي تجعل ذلك أقل إيلامًا وتخويفا تشمل:
١. #الأداة_الحادة:
حيث يشترط أن تُستخدم أداة حادة جدًا لتقطيع الأوردة الدموية الكبرى (الودجين)، حتى تكون العملية سريعة خاطفة بأقل ما يمكن من الألم، بل من الخوف أيضا؛ فقد ورد عن النبي الكريم:
- "إن اللّٰه كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته".
- عن ابن عباس، قال:
"مرَّ النبيُّ (صلى الله عليه وآله) على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه، فقال: أتريد أن تميتها موتتين؟! هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها".
هذان الحديثان يشيران بوضوح إلى أن الذبيحة تخاف وتتألم، لذا يجب التخفيف من خوفها وألمها بمراعاة الإحسان عند الذبح وقبله. ومن مصاديق هذا الإحسان حد السكين قبل الذبح. وثمة آداب كثيرة ذُكِرَتْ في بابها من أبواب الفقه، فَتِيْكَ تدلُّ على عظمة الشريعة المحمدية.
٢. #قطع_الأعصاب_الرئيسية:
إذ يتم عند الذبح قطع الأعصاب الرئيسية (لا كل الأعصاب)، مما يقلِّل من نقل إشارات الألم إلى الدماغ، ولكن لا يمنعها نهائيًّا.
٣. #فقدان_سريع_للوعي:
وذلك نتيجة فقدان الدم السريع وانخفاض ضغط الدم؛ حيث يفقد الحيوان وعيه بسرعة، مما يحد من معاناته وإحساسه بالخوف والألم.
🚫 #إشكال:
إن كانت الشريعة مهتمة بتقليل الألم والخوف، فلماذا لا يعتمد القتل برصاصة خاطفة في الرأس؟!
وجوابه:
إن الذبح الشرعي يسمح بتصريف الدم بالكامل من جسم الحيوان، مما يقلِّل من فرصة تكاثر البكتيريا الضارة في اللحم. أما قتل الحيوان بالرصاصة، فيؤدي إلى بقاء الدم داخل الجسم، مما يزيد من احتمالية فساد اللحم ويجعله أقل صحية. والله العالم بحقائق الأمور.
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|
