- منتظر: سﻻم عليكم. - وعليكم السﻻم. كيف استعدادك لدرس اليوم؟ - منتظر: كل يوم أزداد شوقا وحبا للعقيدة، وتندما على أنني ظلمت نفسي بهدر الكثير من الوقت في غير طلب العلم. - الظلم! وما معناه؟ وما يقابله؟ - منتظر: قرأت أنه فعل القبيح والإخﻻل بالواجب. ويقابله العدل وهو ترك القبيح وعدم اﻹخﻻل بالواجب. - لطيف. ولكن بناء على هذا يصبح عدل الله عبارة عن تركه القبيح وعدم إخﻻله بالواجب. - منتظر: هو هذا. - ولكن كيف نلزم ربنا بواجب عليه، ومن له سلطة عليه تعالى ليأمره بواجب؟! - منتظر: لم ألتفت إلى هذا المعنى. - ﻻ بأس، سأجيبك. حينما نقول أن شيئا واجب على الله، ﻻ نعني أننا نأمره بشيء، وإنما نعني أن هذا الشيء يستحيل أن يتركه الله ﻷنه عادل وهو من أوجب على نفسه العدل؛ حيث قال: {كتب على نفسه الرحمة}. - منتظر: نعم ... ولكن طالما أنه ما من سلطة فوق سلطة الله، فما يمنعه من أن يظلم ويفعل ما يشاء؛ فقد قال في حق نفسه: {ﻻ يسأل عما يفعل وهم يسألون}؟! - إن الله (جل وعلا) قادر على الظلم والقبيح، ولكنه ﻻ يفعله؛ لأنّه لو كان يفعل الظلم والقبيح، فإنّ الأمر لا يخلو من أربع صُوَر : - أن يكون جاهلا بأنّه قبيح. وهذا باطل ﻷن الجهل نقص، فيكون محتاجا إلى من يكمله، والله غني ﻻ يحتاج، كما مر. - أن يكون عالما بأنه قبيح وظلم، لكنَّه مجبور على فعله، وعاجز عن تركه. وهذا أيضا باطل لأن العجز نقص في القدرة، فيكون محتاجا، والله غني. - أن يكون عالما بأنه قبيح وظلم، وغير مجبور عليه، ولكنّه محتاج إلى فعله. وهو باطل لأنّ الاحتياج ينافي كونه غنيا. - أن يكون عالما بأنه قبيح وظلم، وغير مجبور عليه، ولا يحتاج إليه، ولكنه يفعله ﻷنه يشتهي فعل القبيح والظلم. وهو باطل؛ ﻷن فعل شيء لمجرد أنه يشتهيه خﻻف حكمته الظاهرة بوضوح من خﻻل إتقان مخلوقاته ودقة تقديرها. وبناء على ما تقدم، فيستحيل صدور الظلم عنه تعالى، فيكون عادﻻ، وهو اﻷصل الثاني من أصول الدين. - منتظر: آمنت بالله. ولكن أسئلة تطرق بالي دائما وهي: - لماذا خلق الله الناس متفاوتين من حيث الغنى والفقر والصحة والمرض والجمال والقبح؟ - لماذا لم يساو في شريعته بين الرجل والمرأة؟ - لماذا أجرى الزﻻزل والفياضانات والبراكين والفياضانات؛ مما أدى إلى مجازر إنسانية ومقتل الصغار والكبار والصالحين والطالحين؟ - لماذا سلط حكاما طواغيت وظلمة على الناس المستضعفين؟ لماذا؟ - أسئلتك ﻻ يمكن أن نتجاوزها، ولكن نؤجل اﻹجابة ليوم غد. سﻻم عليكم. - منتظر: أجل كالعادة، وعليكم السﻻم.
******** انشروا آثار آل محمد ******** Www.dr-s-elhusseini.com د. السيد حسين علي الحسيني ﻷسئلتكم الفقهية عبر الواتساب: 009613804079
|