🔴 الزوجة مكانها البيت❗
كثيرا ما سمعنا وقرأنا أن المرأة المنشغلة في رعاية عائلتها هي امرأة محدودة، وأنَّ تواجدها في البيت يحطُّ من قيمتها الإنسانيَّة! لذا وجبت الإضاءة على التالي:
* أوَّلًا:
إن المرأة مكانها في كل مكان مؤثِّر شأنها شأن الرجل، وليس في البيت حصرًا. وعليه، فإن دعوى (حصر) دور المرأة في مكان واحد هي دعوى تستبطن توهين دور المرأة العظيم في كل مفاصل المجتمع والذي لا ينكره عاقل متحضِّر.
* ثانيًا:
إنَّ ترويج الكثيرين لدعوى أنَّ المرأة إذا انشغلت في رعاية عائلتها، فاتفق ذلك مع أن يكون عملها في بيتها، هو أمر مهين للمرأة يقلِّل من شأنها ويحدُّ من أفقها بما لا يتعدَّى جدران البيت، هو كَذِبٌ وُقَاحٌ وافْتِراءٌ صُرَاحٌ؛ فإنَّ مهمة بناء الأجيال لا يدانيها شيء.
ويضيف هؤلاء إلى دعواهم المسألة التالية، وهي: (إنَّ المرأة - وخصوصا الزوجة - يجب أن تعمل).
وجوابه: هذه الدعوى وإن كانت مقبولة في نفسها، ولكنَّها كلمة حقٍّ يُراد بها باطل؛ إذ يغترض منها هؤلاء من جهة التبخيس من قَدْرِ ربَّات المنازل وأمهاتنا السالفات اللواتي كَدَدْنَ على عيالهن حتى أوْصَلْنَهم شبابًا وشَوَابًّا إلى أعلى الدرجات ورفيعها، فقد كُنَّ صاحبات الفضل كتفًا بكتفٍ مع الآباء في بناء مجتمعاتنا، وبالتالي إنَّ التقليل مِمَّا قدَّمْنَه تضييع لحقِّهنَّ.
* ثالثًا:
إنَّ النظرة إلى رعاية الأمَّهات لأبنائهنَّ حتى يصيروا نواة المجتمع على أنَّه ليس بعمل حقيقيٍّ أو دون مستوى العمل خارج المنزل بأيَّة مهنة كانت، هي نظرة تعاند العدالة الاجتماعيَّة وتناقض القيم الأخلاقيَّة بكل معاييرها؛ فهي تتماهى مع مقولة أحد الأزواج حينما سُئَِلَ:
- ما هو عمل زوجتك؟
- فأجاب: هي مقيمة في البيت، ولا تعمل!
- ثم سُئِلَ هذا الزوج الجاحد ضيِّق الأفق: وماذا تفعل زوجتك صباحًا؟
- فأجاب: تُحَضِّر لي ولأولادنا الفطور، و تُهَيِّئ لهم الوجبة المدرسيَّة بعد أن ترتِّب كتبهم في حقائبهم، وتُلبسهم الزِّيَّ المدرسيَّ الذي غسلتْه وكوتْه ليكونوا بأحسن حُلَّة.
- ثم سُئِلَ: وماذا تفعل زوجتك حينما تكون أنت في شغلك؟
- فأجاب: تقوم بكل ما يتعلَّق بالتدبير المنزليِّ لنرجع إلى البيت ونحن نشتمُّ أطيب الروائح، ولنجد على مائدتنا ألذَّ الطعام.
- وحينئذ سُئِلَ: وماذا تفعل أنت بعد تناولك وجبة الغداء؟
- فأجاب: آخذ قيلولتي.
- فَسُئِلَ: وهل تأخذ زوجتك بدورها قيلولتها؟
- فأجاب: لا! وإنَّما تنكبُّ على تدريس الأولاد حالها كل يوم حتى في أيام العطل لتضمن أن يكون الأولاد من المتفوِّقين دراسيًّا...
- فقيل له: إذًا لا تنتهي مهام الزوجة والأمِّ الصالحة أبدا؟
- فأجاب: نعم صحيح.
وهنا موضع الاستفهام الاستنكاريِّ:
- أبعدَ كلِّ هذا أيها الزوج تجيب بأنَّ زوجتك (لا تعمل)؟! فإن كان كلُّ هذا الجهد المبذول في سبيل الأُسْرةِ ليس عملًا، فإذًا ما هو العمل؟! فأيُّ ظلم وسوء تقييم يجافي الإنصاف بحقِّ زوجتك؟! فَبُهِتَ الزوج!
وبناء على ما تقدَّم:
إنَّنا وإن كُنَّا نُشَدِّدُ على أنه لم يعد من المقبول بوجه أن لا تُكمل المرأة تعليمها لتنال أعلى الشهادات في مختلف الاختصاصات على قدم المساواة مع الرجل، وأن تكون بالتالي قادرة ومؤهَّلة للعمل في شتَّى الميادين، منعًا من ابتزازها ماديًّا ومصادرة رأيها، خصوصا في ظل غياب الحماية الاجتماعيَّة والرعاية الماديَّة لها بحال طلاقها مثلا، إلا أنَّ ذلك كلَّه لا يبيح لأحد أنْ يُبَخِّس بدور ربَّات المنازل بأي نحو كان.
فتحيَّة إكبار وإجلال لكل ربَّة منزل أفنت حياتها في سبيل رعاية عائلتها. وتتعاظم التحايا فيما إذا شَفَعَتْ عملَها في المنزل وتكرَّمتْ على أهل بيتها بالعمل خارجه...
➖➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|