#سؤال_لا_بد_منه
لماذا اتَّبَعَ النَّاسُ رسولَ اللّٰهِ ولم يكنْ يملكُ حزبًا يدعمُه، ولا وسيلةً إعلاميَّةً تروِّجُ لفكرتِه، ولا جمهورًا عريضًا يناصرُه، ولا مالًا يُغْرِي به مَنْ يَتَّبِعُه، ولا أسلحةً متطوِّرةً يُرْهِبُ بها أعداءَه؟!
الجواب:
استطاعَ رسولُ اللّٰهِ أنْ يُرِيَ النَّاسَ قولًا وفعلًا، نظريَّةً وتطبيقًا، عاجِلًا وآجِلًا، أنَّ: (الدِّينَ خَارِطَةُ حَيَاةٍ سَعِيدَةٍ إلى آخِرَةٍ أَسْعَدَ). ولمَّا كان منتهى الغاياتِ لدى الإنسانِ هو بلوغُ السعادةِ، وقد وجدُوا في هذا الدينِ سعادتَهم، اعتنقوه حتى فَدَوه بأنفسِهم وأهلِيهم وأموالِهم.
هكذا (كان) الدينُ قبلَ طُرُوِّ البِدَعِ، وإدارتِه في طاحونِ السياسةِ، وإلباسِه لَبُوسَ أصنامِها:
- كان منهجًا داعيًا إلى السعادةِ والطُّمأنينةِ والسلامِ.
- منهجًا عَذْبًا مِنْ منبعِ السماءِ الصافي، خاليًا مِنَ الخُرافاتِ والخُزَعْبِلاتِ...
- منهجًا واقعيًّا يُحاكي همومَ النَّاسِ، ويُصْلِحُ حالَهم، ويَحُلُّ مشاكلَهم، ويُجِيبُ على أسئلتِهم. فلا يتركُهم هَمَلًا في صحراءِ التِّيهِ، ونَهْبًا للشبهاتِ تعبثُ بعقولِهم وتشوِّهُ قلوبَهم.
- منهجًا يُعَرِّفُهم كيف يعيشون إنسانيَّتَهم منسجمين مع فطرتِهم دونَ تَعَنُّتٍ أو تَفَلُّتٍ يضطربُ في صدورِهم ويَحُوكُ في نفوسِهم.
وقد أوْجَزَ الإمامُ الرضا بيانَ حتميَّةِ اتباعِ النَّاسِ لما فيه خيرُهم وسعادتُهم بقوله: "رَحِمَ اللّٰهُ عَبْدًا أَحْيَا أَمْرَنَا، فَقِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ يُحْيِي أَمْرَكُمْ؟ قَالَ: يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَيُعَلِّمُهَا النَّاسَ، فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا".
      
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079
|