﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 المَلَكَة 

القسم : متفرقات أخلاقية   ||   التاريخ : 2015 / 12 / 17   ||   القرّاء : 18637

المَلَكَة

 كل فعل حسنًا كان أم قبيحًا لا يتعدى في البداية عن كونه (فعلا) قائما في الوجود الحسي، فلا يكون له حظٌّ من الثبات في النفس، وإن أحدث أثرا بسيطا فيها، ولذلك سرعان ما ينسلخ الفعل عن النفس بمجرد الفراغ منه.
 فإذا تكرَّر هذا الفعل صار (عادة)، إلا أنها تبقى بالوجدان قابلة للانسلاخ عن النفس أيضا.
 فإذا استقامت النفس على هذه العادة، استحكمت فيها، فصارت صورة لها تسمى (مَلَكة)، تلتذ النفس بالحسن منها، وتتألم بالقبيح منها؛ كما إذا تعرَّضت الفحمة للنار مرة بعد مرة حتى تُحْدِث فيها صورة نورية مضيئة في نفسها ولما يقابلها، ومحرقة لنفسها ولما يقارنها.
 والمَلَكة أَثْبَتُ في النفس، إلا أن انسلاخها يبقى محتملا أيضا بركوب ضدها، ولكن إن واظبت النفس عليها اشتدت شيئا فشيئا إلى أن تصير (مقاما) غير قابل للانسلاخ عنها؛ كأي عارض ذاتي غير مفارق للذات؛ وذلك ﻛ(مقام العصمة) الذي لا يدركه إلا أوحديٌّ من الناس.
 إذا عرفت ذلك، فاعلم أن كل نفس تُولَد خالية من المَلَكَات الأخلاقية؛ كأي لوحة خالية من النقوش والصور، وبما أنها بدوًا كذلك، فيسهل نقشها بالمَلَكَات عن طريق تكرار الفعل ليصير عادة، من ثم الاستقامة على هذه العادة، لتصير مَلَكة. فإذا نُقِشت مَلَكَة ما في النفس؛ كمَلَكَة الكذب مثلا، تطلَّب إبدالها بضدها - أي بملكة الصدق - أن نمحوَ عنها مَلَكة الكذب أوَّلا، من ثم ننقش فيها مَلَكَة الصدق. ومن هنا سَهُل تعليم الأطفال وتأديبهم؛ كما جاء في وصية أمير المؤمنين لولده الحسن : "إنما قلب الحَدَث كالأرض الخالية، ما أُلْقِيَ فيها من شيء قَبِلَتْه، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسوَ قلبك ويشتغلَ لُبُّك"( ).



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 هل يقال: أنا فاطر أم مغطر؟

 متلازمة ستوكهولم

 لماذا اختص الله شهر رمضان لنفسه

 طلاق الحامل

 سياسة الخنزير

 نشر الأحاديث مفطر

 رمضان مهبط الكتب السماوية

 كيف دعانا الله إلى الصوم

 سياسة الحمار والكلب

 آراء الفقهاء في رؤية الهلال

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 صلاة العيد

 الصادق الطاهر

 التوبة والغِيبة واللعن

 الواجد

 الرتب الكنسية

 ربيع الثاني

 القابض الباسط

 صيام الأيام البيض في رجب

 إمامة الأئمة بعد علي وأنهم أهل البيت (عليهم السلام)

 زيارة آل يس لصاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net