﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 صفات الله تعالى 

القسم : صفات الله تعالى   ||   التاريخ : 2011 / 03 / 05   ||   القرّاء : 17513

صفات الله تعالى:

     لمّا فَرَغْنَا من إثبات الذّات ، نَشْرَعُ في إثبات بعض صفاتها الإيجابيّة والسلبيّة ، فنقول :
     ← صفات الله تنقسم إلى قسمين :
     أوّلا : صفات كماليّة (1) ثبوتيّة (2)، وهي بدورها تنقسم إلى قسمين :
     1- حقيقيّة : " ما تكفي الذّاتُ في انتزاعها " ؛ كالقدرة والعلم والحياة والألوهيّة ...
     2- إضافيّة فِعليّة : " هي المنتزعة من علاقة -أو إضافة- بين الله تعالى وموجود آخر غير الذّات في مقام الفعل " ؛ كالخالقيّة ، والرّازقيّة ، والتقدّم والعليّة ... ؛ فالخالقيّة منتزعة من الإرتباط بين الذّات والمخلوقات ، والرّازقيّة منتزعة من الإرتباط بين الذّات والمرزوقات ، وهكذا . والصّفات االإضافيّة الفعليّة مَرَدُّها إلى صفة حقيقيّة وهي "القيّوميّة " التي تعني أنّ كلَّ شيء قائم به وإليه .

     ثانيا : صفات جلاليّة (3) سلبيّة (4): مثل أنّه تعالى ليس بجسم ، ولا يُرى ، ولا وزن له ... وكلّ هذه الصّفات ترجع إلى واحدة ، وهي سَلْب الإمكان ، والتي بدورها تعود إلى صفة حقيقيّة ، وهي وجوب الوجود .

     فالصّفات الحقيقيّة متقوِّمة بالذّات المقدّسة وهي -أي الذّات- مصداقُها ، بينما الإضافيّة تتقوّم بطرفيها ؛ وهي غير موجودة في الخارج ، وإنّما الموجود الطرفان .

صفات الواجب تعالى عين ذاته :

     إنّ صفاتِه تعالى عينُ ذاته والدّليل على ذلك :
     ◄ إنّها لو لم تكن كذلك لكانت زائدة عليه ، ولازم ذلك تَرَكُّبه منها ومن ذاته ، والتركيب منافٍ لوجوبه ؛ إذ إنّ التركيب -كما سيتّضح في الصّفات السلبيّة- مُسَاوِقٌ للإمكان لِما فيه من الإحتياج ؛ فبديهيّ أنّ المركّب يحتاج إلى أجزائه حتى يتحقّق ويتشكّل ، والمحتاج لا يكون واجبا .

     ◄ لو كانت صفاتُه الواجبةُ الوجود مغايرةً لذاته في الوجود ، لزم تعدّد الواجب ، وهوباطل لما سيأتي في برهان التوحيد .

      فيثبت بذلك أنّ صفاته عينُ ذاته لا زائدة عليه ، فإذا أثبتنا كونه عالِما ، فهذا يعني أنّ صفة العلم عين ذاته ، وكذلك بالنسبة للقدرة وغيرها ؛ فالواجب عالم من حيث هو قادر ، وقادر من حيث هو عالم ، وهكذا بالنسبة لبقيّة الصفات ؛ نعم هي مختلفة في معانيها ومفاهيمها ، ولكنّها واحدة في وجودها وحقائقها فقد اتّحدت صفاتُه لوجوبه ، وانْشَطَرَتْ الألفاظُ لعَجْزٍ عَنْ كُنْهِ وُجُودِه ، فَتَعَدَّدَت وهو الواحِدُ الأحَد ، وتَكَثَّرَت وهو الفَرْدُ الصَّمَد .

_____________________

(1) تُسمّى صفات الكمال والجمال لدلالتها على كمال الذّات وجمالها .
(2) سمّيت " ثبوتيّة " لأنّها تُثبِت صفاتٍ معيّنة لله تعالى .
(3) سمّيت كذلك لأنّ الواجب يجِلُّ عنها ؛ أي يتنـزّه ويترفّع .
(4) سمّيت " سلبيّة " لأنّها تسلب أي تنفي صفاتٍ معيّنةً عن الله تعالى .



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 هل يقال: أنا فاطر أم مغطر؟

 متلازمة ستوكهولم

 لماذا اختص الله شهر رمضان لنفسه

 طلاق الحامل

 سياسة الخنزير

 نشر الأحاديث مفطر

 رمضان مهبط الكتب السماوية

 كيف دعانا الله إلى الصوم

 سياسة الحمار والكلب

 آراء الفقهاء في رؤية الهلال

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 محرَّم الحرام

 العبادة البدنية والنفسية

 نادتنا الأرض

 الإخفاء الحقيقي

 المبدئ المعيد

 زواج المحلل من الطلقة الثالثة

 المفطرات

 الزواج الدائم والمؤقت من الكتابية والكافرة

 المَلَكَة

 عدة الزنا ووطء الشبهة

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net